الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {سائق وشهيد} قال: الملكان كاتب وشهيد.وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن ابن آدم لفي غفلة عما خلق له، إن الله إذا أراد خلقه قال للملك أكتب رزقه، أكتب أثره، أكتب أجله، أكتب شقيًا أم سعيدًا، ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكًا فيحفظه حتى يدرك، ثم يرتفع ذلك الملك، ثم يوكل الله به ملكين يكتبان حسناته وسيئاته، فإذا حضره الموت ارتفع الملكان، وجاء ملك الموت ليقبض روحه، فإذا أدخل قبره رد الروح في جسده وجاءه ملكا القبر فامتحناه، ثم يرتفعان، فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فبسطا كتابًا معقودًا في عنقه، ثم حضر معه واحد سائق وآخر شهيد، ثم قال، رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قدامكم لأمرًا عظيمًا لا تقدرونه فاستعينوا بالله العظيم».وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لقد كنت في غفلة من هذا} قال: هو الكافر.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فكشفنا عنك غطاءك} قال: الحياة بعد الموت.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} قال: عاين الآخرة فنظر إلى ما وعده الله فوجده كذلك.وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {فبصرك اليوم} قال: إلى لسان الميزان حديد، قال: حديد النظر شديد.وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وقال قرينه} قال: الشيطان.وأخرج الفريابي عن مجاهد في قوله: {وقال قرينه} قال: الشيطان الذي قيض له.وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وقال قرينه} قال: ملكه {هذا ما لديّ عتيد} قال: الذي عندي عتيد للإِنسان حفظته حتى جئت به وفي قوله: {قال قرينه ربنا ما أطغيته} قال: هذا شيطانه.وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم في قوله: {كل كفار عتيد} قال: مناكب عن الحق.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} قال: كفار بنعم الله عنيد عن طاعة الله وحقه مناع للخير، قال: الزكاة المفروضة {معتد مريب} قال: معتد في قوله وكلامه آثم بربه، فقال هذا المنافق الذي جعل مع الله إلها آخر، هذا المشرك.وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن منصور قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: ولا أنت، قال: ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير».وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لا تختصموا لديّ} قال: إنهم اعتذروا بغير عذر فأبطل الله عليهم حجتهم ورد عليهم قولهم.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {قال لا تختصموا لديّ} قال: عندي {وقد قدمت إليكم بالوعيد} قال: على لسان الرسل أن من عصاني عذبته.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الربيع بن أنس قال: قلت لأبي العالية قال الله: {لا تختصموا لديّ وقد قدمت إليكم بالوعيد} وقال: {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} فكيف هذا؟ قال: نعم، أما قوله: {لا تختصموا لديّ} فهؤلاء أهل الشرك، وقوله: {ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} فهؤلاء أهل القبلة يختصمون في مظالمهم.وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {ما يبدل القول لديّ} قال: قد قضيت ما أنا قاض.وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ما يبدل القول لديّ} قال: هاهنا القسم.وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن أنس قال: فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسريَ به الصلاة خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمسًا، ثم نودي يا محمد إنه لا يبدل القول لدي وإن لك بهذه الخمس خمسين.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وما أنا بظلام للعبيد} قال: ما أنا بمعذب من لم يجترم والله تعالى أعلم.أما قوله تعالى: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} قال: وهل فيَّ من مكان يزاد فيَّ.وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: حتى تقول فهل من مزيد؟.وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: وعدها الله ليملأنها فقال أوفيتك فقالت: وهل من مسلك؟.وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشىء الله لها خلقًا آخر فيسكنهم في قصور الجنة».وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي هريرة رفعه: «يقال لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد فيضع الرب قدمه عليها فتقول قط قط».وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلىء حتى يضع رجله فتقول قط قط، فهنالك تمتلىء ويزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدًا، وأما الجنة فإن الله ينشىء لها خلقًا».وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «افتخرت الجنة والنار فقالت النار: يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والأشراف، وقالت الجنة: أي رب يدخلني الضعفاء والفقراء المساكين، فيقول الله للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها فيلقى فيها أهلها، فتقول هل من مزيد، ويلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يأتيها عز وجل فيضع قدمه عليها فتزوي، وتقول قدني قدني، وأما الجنة فيلقى فيها ما شاء الله أن يلقى فينشىء لها خلقًا ما يشاء».وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أُبيّ بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يعرفني الله نفسه يوم القيامة فأسجد سجدة يرضى بها عني، ثم أمدحه مدحة يرضى بها عني. ثم يؤذن لي في الكلام ثم تمر أمتي على الصراط مضروب بين ظهراني جهنم، فيمرون أسرع من الطرف والسهم، وأسرع من أجود الخيل، حتى يخرج الرجل منها يحبو وهي الأعمال، وجهنم تسأل المزيد حتى يضع فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط».وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أُبيّ كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول من يدعى يوم القيامة أنا فأقوم فألبي، ثم يؤذن لي في السجود فأسجد له سجدة يرضى بها عني، ثم يؤذن لي فأرفع رأسي فأدعو بدعاء يرضى به عني، فقلنا يا رسول الله كيف تعرف أمتك يوم القيامة؟ قال: يعرفون غرًا محجّلين من أثر الطهور فيردون علي الحوض ما بين عدن إلى عمان بصرى، أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحًا من المسك، فيه من الآنية عدد نجوم السماء، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعده أبدًا، ومن صرف عنه لم يرو بعده أبدًا، ثم يعرض الناس على الصراط، فيمر أوائلهم كالبرق، ثم يمرون كالريح، ثم يمرون كالطرف، ثم يمرون كأجاويد الخيل والركاب، وعلى كل حال وهي الأعمال، والملائكة جانبي الصراط يقولون رب سلم سلم، فسالم ناج، ومخدوش ناج، ومرتبك في النار، وجهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين ما شاء الله أن يضع فتقبض وتغرغر كما تغرغر المزادة الجديدة إذا ملئت وتقول قط قط». اهـ.
|